لم قتل عمر بن عبد العزير ؟

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، ثَنَا عَفَّانُ قَالَ: ثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ، عَنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: أَتَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كِتَابٌ مِنْ بَعْضِ بَنِي مَرْوَانَ فَأَغْضَبَهُ، فَاسْتَشَاطَ غَضَبًا ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ للَّهِ فِي بَنِي مَرْوَانَ ذَبْحًا، وَايْمُ اللهِ، لَئِنْ كَانَ الذَّبْحُ عَلَى يَدَيَّ، فَلَمَّا بَلَغَهُمْ ذَلِكَ كَفُّوا. وَكَانُوا يَعْلَمُونَ صَرَامَتَهُ، وَأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ فِي أَمْرٍ مَضَى فِيهِ»
ذكر ابن جرير الطبري في تاريخه إشارة واضحة عن المسؤول عن قاتل عمر وذلك في تفصيل ذكر أمر الخارجي شوذب
وملخص القصة أن هذا خرج على حكم عمر بن عبد العزيز وقال انه خرج عنه في العراق في 80 فارس من ربيعة فكتب إليه عمر بن عبد العزيز يسأله فيما خرج أي لماذا خرج ضده ؟
فكان في كتاب عمر إليه: أنه بلغني أنك خرجت غضبا لله ولنبيه، ولست بأولى بذلك مني، فهلم أناظرك فإن كان الحق بأيدينا دخلت فيما دخل فيه الناس، وإن كان في يدك نظرنا في أمرنا فلم يحرك بسطام شيئا، وكتب إلى عمر: قد أنصفت، وقد بعثت إليك رجلين يدارسانك ويناظرانك- قال أبو عبيدة: أحد الرجلين اللذين بعثهما شوذب إلى عمر ممزوج مولى بني شيبان، والآخر من صليبة بني يشكر- قال: فيقال: أرسل نفرا فيهم هذان، فأرسل إليهم عمر: أن اختاروا رجلين، فاختاروهما، فدخلا عليه فناظراه، فقالا له: أخبرنا عن يزيد لم تقره خليفة بعدك؟ قال:
صيره غيري، قالا: أفرأيت لو وليت مالا لغيرك ثم وكلته إلى غير مأمون عليه، أتراك كنت أديت الأمانة إلى من ائتمنك! قال: فقال: انظراني ثلاثا، فخرجا من عنده، وخاف بنو مروان أن يخرج ما عندهم وفي أيديهم من الأموال، وأن يخلع يزيد، فدسوا إليه من سقاه سما، فلم يلبث بعد خروجهما من عنده إلا ثلاثا حتى مات.تاريخ الطبري ص566 الجزء 6
 وفي هذه القصة نجد عدة فوائد أهمها أن عمر بن العزيز يحاور من خالفه الرأي بل ويسمع منه و يعترف بالحق إن وجده حقا, والرجل ناظر عمر بن العزيز في العهد إلى يزيد بن عبد الملك وقال له
إن هذا العهد إلى يزيد باطل وان الخلافة يجب أن تعود للشورى فقال له عمر أن هذا الأمر قطع قبله يعني ليس هو من قام به بل غيره وان خالف عمر يعتبر هذا نقض للعهد فقال له الرجل لو كان عندك مال لغيرك ثم قال أعطه لغير أهله وضعه في غير موضعه أكنت تفعل هذا ؟
شرعا لا يجوز أن يعطي الإنسان المال إلى غير أهله بحجة ثابتة ككون مثلا مال كان بيدك لأبيك وهو مال أيتام حتى يكبروا ولكن أباك قال أعطه لأخيك .
لا يجوز شرعا أن تطيع والدك و يجب أن تعطيه للأيتام وهكذا أمر الخلافة فهي ليست ملكا لأبيه او لغيره بل هي ملك للأمة كاملة  .
فالظاهر أن عمر  رضي برأي هذا الخارجي ورأى ان رأيه رأي خير وعزم ربما على إنفاذ الأمر وجعله شورى وهكذا يخرج الحكم من بني أمية مباشرة إلى بني هاشم فلا احد يعدل بهم في الحجاز والشام وخاصة بعبد الله بن الحسن وأولاده او جعفر الصادق مع انه لم يكن من أهل السياسة رحمه الله
وهذا يعني ضياع الأموال بني أمية التي أخذوها بالباطل وهذا مما لا يقبلونه .
فلم يلبث ثلاثة أيام حتى قتل عمر بن عبد العزيز مسموما وهو في الربعين او في 39 من عمره ولم يدم حكمه أكثر من سنتين وخمسة أشهر او أكثر بقليل .
 هكذا انتهت قصة هذا الأمير الطيب العادل  عين المرء  تبكي عليه ولو بعد ألف سنة لأنه لو بقي فقط عشر سنوات لاختلف الوضع كثيرا  .
ولما كانت كل هذه الفتن ولما اختلف المسلمون هذا الاختلاف كله ولما سفكت الدماء هكذا .
لقد أصيبت الأمة بثلاث ضربات موجعة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم أما الأولى فموت عمر بن الخطاب والثانية موت علي ابن أبي طالب والثالثة موت عمر بن العزيز ومن أراد أن يبكي  فليفعل فما على الأرض يوم فتنة وإلا وكان هؤلاء الثلاثة يحاولون إغلاق بابها.
أما عمر فهو الباب المكسور الذي يحول بين الفتن والناس
أما علي فهو الذي أراد أن يجمع هذا الباب بان يوحد الأمصار على سيرة رسول الله والعمل بسنته
أما عمر بن عبد العزيز فقد بدا ما أراده علي بن أبي طالب ولكنه قتل قبل أن يستكمل العدل كله فرحمه الله .
ولم تصب الأمة في مثل ما أصيبت بهؤلاء ولو أن الله خيرني بين أن ينتقص من عمري عشر سنين لكل واحد منهم لفعلت ولا أبالي  فهم الأولى بهذه الأمة .  

هناك تعليق واحد:

  1. لا الاه الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين- استغفرك وأتوب اليك يا خالقي با من صورني ثم خلقني وكفلني وكان بي رحيما وكان معي صبيا ثم شابا...اللهم اني سقيم انتظر منك ولا أحد يملك حاجاتي غيرك يا الأحد- واني مغلوب فانتصر واني في كرمك وفضلك بالفوز بالجنة والنجاة من النار أطمع لأنك الغفور واسع حليم يمن ويحن ويرحم ويتكرم ويتفضل انك الواسع ولا احصي عليك ثناءا كما أثنيت على نفسك- أكرمتني بخلقي بشرا سويا وكرمك لا أحصيه في كل شيء ثم ألهمتني رشدي فآمنت بك وفطرتني على الاسلام ...ووقع ما وقع..فقلت لي أسلم- واجيبك يا ربي * اسلمت* وآمنت* والحمد لك على ذلك...

    ردحذف