ولكن اكبر مصيبة تركها
معاوية بلا ريب وهو في سعة من أمره
بيعة يزيد بن معاوية لقد سن سنة الملكية في الإسلام ولقد قال أصحاب معاوية كما هي عادتهم إن هذه هي سنة أبي
بكر الراشدة المهدية مدعين أن عهد معاوية ليزيد كعهد أبي بكر لعمر ولقد تصدى عبد
الرحمان بن أبي بكر لهذا الادعاء من معاوية وشيعتهم على رأسهم الملعون المروان بن
الحكم الذي كان والي على الحجاز وهل يصلح
مثله واليا على الحجاز أصلا .
عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ عَلَى الحِجَازِ اسْتَعْمَلَهُ
مُعَاوِيَةُ فَخَطَبَ، فَجَعَلَ يَذْكُرُ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ لِكَيْ
يُبَايَعَ لَهُ بَعْدَ أَبِيهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي
بَكْرٍ شَيْئًا، فَقَالَ: خُذُوهُ، فَدَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ فَلَمْ يَقْدِرُوا،
فَقَالَ مَرْوَانُ: إِنَّ هَذَا الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ، {وَالَّذِي قَالَ
لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي}
، فَقَالَتْ عَائِشَةُ مِنْ وَرَاءِ الحِجَابِ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ
فِينَا شَيْئًا مِنَ القُرْآنِ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ عُذْرِي
. الجامع الصحيح للبخاري
ولكن ما هو الشيء الذي قاله عبد الرحمان ولم يقله
البخاري في كتابه
أورده ابن أبي شيبة في مصنفه
- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمزَةَ
قَالَ: خَبِّرْنِي , قَالَ: لَمَّا أَرَادُوا
أَنْ يُبَايِعُوا لِيَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ قَامَ مَرْوَانُ فَقَالَ: سُنَّةُ
أَبِي بَكْرٍ الرَّاشِدَةُ الْمَهْدِيَّةُ ; فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: لَيْسَ بِسُنَّةِ أَبِي بَكْرٍ وَقَدْ تَرَكَ أَبُو بَكْرٍ
الْأَهْلَ وَالْعَشِيرَةَ وَالْأَصِيلَ , وَعَمَدَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي
عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ إِذْ رَأَى أَنَّهُ لِذَلِكَ أَهْلٌ , فَبَايَعَهُ . فغضبت
السلطة من عبد الرحمان وأرادت ملاحقته ولكن حمته أخته أم المؤمنين عائشة رضي الله
عنها, وهكذا ابتدع معاوية في الإسلام لأول مرة الملكية ليصير الحكم بدل الشورى
دولة بين السفهاء من بني أمية وهذه البيعة الجائرة الظالمة رفضها الحسين رضي الله
عنه و وقتل على اثر على ذلك وكذلك عبد
الله بن الزبير وغيرهما .
وقد روى الحاكم في المستدرك برقم 6015
بَعَثَ مُعَاوِيَةُ إِلَى
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ بَعْدَ أَنْ أَبَى الْبَيْعَةَ لِيَزِيدَ بْنِ
مُعَاوِيَةَ، فَرَدَّهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا وَقَالَ: «أَبِيعُ دِينِي
بِدُنْيَايَ» ، وَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ حَتَّى مَاتَ بِهَا .وهذا الحديث ضعيف
السند ولكن شواهد القصة تثبت إن عبد الرحمن أبى بيعة يزيد وان معاوية بالتأكيد
أكمل بيعة ابنه ولعله استخدم أساليب مراوغة في أمر يزيد منها محاولة استماله الناس
بالمال .
وسنة معاوية هي سبب اختلاف الأمة شيعة
وسنة وهي سبب كل فتنة ففتنة قتل الحسين وقتل ابن الزبير وموقعة الحرة الالمية كلها من راس يزيد وهي باقية وتتمدد بعد ذلك إلى خروج المهدي فلا فتنة إلا له وزر منها لأنه من سن في الإسلام لم يكن فيه ولو أعاد الأمر
شورى لما انتقد احد معاوية ولترحم عليه القاصي والداني ولكنه فضل ابنه على أمته
فلم ينل بذلك إلا الذم .
أيضا من
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق