والله الذي يقرا سيرة حجر بن عدي يعلم
انه الشهيد السيد الذي قتل لأنه قال للسلطان الجائر كف يدك لقد ظلمت الناس فقتل
رحمه الله, ولكن ما يقوله أدعياء النظرة الأموية أن حجر بن عدي كان سوف يسبب فتنة
كبيرة للناس وقتله كان خير فسبحان الله الخوارج الم يكونوا سببوا فتنة ولم يذهب
علي لقتالهم حتى أصابوا حدا من حدود ؟ الله واشخص علي وأصر إصرار كبير على قتال
معاوية لأنه يعلم انه الفتنة الكبرى ؟
بل ولنفرض أن حجر بن عدي صاحب فتنة فلما لا يقتل في بلده
بين قومه على يد أميره ؟
لما يحمل مئات الأميال وهو مربوط بأغلال من حديد حتى يصل
للشام ويقتل بالشام بغير رحمة ؟
أين هو الإسلام في هذا التصرف ؟ أين هو دين في هذا
التصرف ؟
لو سلمنا أن حجر بن عدي أصاب حدا من حدود الله واستحق
القتل فلما يحمل من بلده إلى بلد أخر وهو
مربوط بالسلاسل الثقيلة
لما يقتل الرجل مرتين
لما يعذب الرجل مرتين لأنه قال لحكم الظالم الإثم لا لا اقبل منك
لقد قتل حجر بن عدي لأنه كان يدافع عن علي رضي الله وعنه
ويذم من سبه
والسبب معروف كما ذكره ابن جرير الطبري وهو أن حجر كان
يظهر مودة علي بن أبي طالب ويلعن من لعن علي بن أبي طالب فكان ينكر على المغيرة بن
شعبة سب علي ثم أنكر على بن زياد بعد المغيرة وأنكر عليه تأخير الصلاة فكتب ابن
زياد إلى معاوية بذلك
عندها أمر معاوية بالفعل الشنيع وأمره إن يربط حجر
بالحديد ويحمل مع أصحابه فقال حجر بن عدي كلمة حق قال سمع وطاعة لأمير المؤمنين
فلم ينكر انه أميره ولم يقاوم عسكر معاوية أبدا وإنما إمارته فلما وصل لمعاوية سلم
عليه بقوله أمير المؤمنين فأمر به معاوية مباشرة إلى القتل وهذا ما اتفق عليه أئمة
التاريخ,
فلا احد ذكر أن عدي خرج او قاتل او حمل السيف وإنما كان
ينكر المنكر ويأمر بالمعروف
فقتل رحمه الله بطريقة بشعة جدا وقد صلى قبل موته ركعتين
وقال لهم لا تغسلوا دمي فاني سألاقي به معاوية عند الله
قالوا حجر بن
عدي خارجي وكذبوا
لو
كان عدي خارجيا فحكم الخوارج التوبة فان اظهروا التوبة لا إثم عليهم ولا حد إلا أن
يصيبوا حدا من حدود الله ولكن الحمد الله
الذي فضح إتباع معاوية فلا ورد عندنا أن حجر تنكر لمعاوية بإمارته بل اقر له السمع
والطاعة وهذا ما رواه الحاكم بسند صحيح
وفيه إثبات أن حجر بن عدي اقر بخلافة معاوية بن أبي سفيان وانه أمير فهو لم
يعد خارجي
- حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ، ثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْبَغَوِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ،
عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ زِيَادًا، أَطَالَ الْخُطْبَةَ، فَقَالَ حُجْرُ بْنُ
عَدِيٍّ: «الصَّلَاةُ» فَمَضَى فِي خُطْبَتِهِ، فَقَالَ لَهُ: «الصَّلَاةُ،
وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى الْحَصَى» ، وَضَرَبَ النَّاسُ بِأَيْدِيهِمْ إِلَى
الْحَصَى، فَنَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ كَتَبَ فِيهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَكَتَبَ
مُعَاوِيَةُ: أَنْ سَرِّحْ بِهِ إِلَيَّ فَسَرَّحَهُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمَ
عَلَيْهِ قَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ» . قَالَ:
«وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا؟ إِنِّي لَا أُقِيلُكَ، وَلَا أَسْتَقِيلُكَ» ،
فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَلَمَّا انْطَلِقُوا بِهِ طَلَبَ مِنْهُمْ أَنْ يَأْذَنُوا
لَهُ، فَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، فَأْذِنُوا لَهُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ
قَالَ: «لَا تُطْلِقُوا عَنِّي حَدِيدًا، وَلَا تَغْسِلُوا عَنِّي دَمًا،
وَادْفِنُونِي فِي ثِيَابِي فَإِنِّي مُخَاصِمٌ» قَالَ: فَقُتِلَ قَالَ هِشَامٌ
كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ «إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَّهِيدِ ذَكَرَ حَدِيثَ
حُجْرَ»
وهذا
الأثر يبين أن التابعي الجليل محمد بن سيرين يعتبر موت حجر شهادة في سبيل الله
فكيف صار عند أشقياء بني أمية استحق القتل لأنه خرج على إمامه وهذا كذب فهو يقر
بإمارة معاوية ومع ذلك قتله معاوية فهذا فيه دليل على أن معاوية قتله لسبب أخر وهو
سب علي رضي الله عنه ,ولم يقبل حجر بذلك فقتل رحمه الله وبل إن ابن عمر رضي الله
عنه بكى على حجر بكاء شديدا فهل يبكي بن عمر رضي الله عنه عن مفسد للناس او خارجي .
-
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثنا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ
مُعَاذِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ لَيَالِي
بَعْثِ حُجْرٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ جَعَلَ النَّاسُ يَتَحَيَّرُونَ وَيَقُولُونَ:
مَا فَعَلَ حُجْرٌ؟ فَأَتَى خَبَرُهُ ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ مُخْتَبِئٌ فِي
السُّوقِ، فَأَطْلَقَ حَبْوَتَهُ وَوَثَبَ، وَانْطَلَقَ فَجَعَلْتُ أَسْمَعُ
نَحِيبَهُ، وَهُوَ مُوَلٍّ " اثر صحيح 5975 الحاكم
وبكاء
ابن عمر عليه رضي الله عنه دليل إن حجر مات شهيدا رحمه الله فلم يبك ابن عمر على
الخوارج ولا يبكي على المفسدين في الأرض وإنما يبكي ابن عمر عمن قال فيهم الله
سبحانه وتعالى
والذين
يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب اليم
لقد
كان حجر ممن يأمر بالعدل والقسط ومعاوية هو المسؤول عن قتله مباشرة ما يرفع عنه
دمه أبدا
ولهذا
بكى ابن عمر بكاءا شديدا رحمه الله لأنه كان يعلم عظيم هذا الجرم وكان يعلم عاقبته
.
هؤلاء
هم شهداء الحق حجر بن عدي الذي وقف في وجه السلطة التي أرادت تشويه صورة علي ابن أبي
طالب هذه السلطة التي تأتي بالطامة والكوارث على امة محمد .
وقد
ذكرت الكثير من كتب التاريخ أن حجر بن عدي قتل بسبب دفاعه عن علي بن أبي طالب وكذب
بنو أمية الجدد هذا الأمر ولكن الآثار التي سقتها من قبل كافية لإثبات أن سنة سب
علي رضي الله عنه بدأت مع بني أمية في عهد معاوية ومنها حديث المغيرة بن شعبة
وحديث مروان بن الحكم وحديث سعد بن أبي الوقاص لما أمره معاوية فرفض سعدا ذلك .
حديث يبين حال حجر بن عدي مع الملك العاض
أَنَّ
أَبَا الطُّفَيْلِ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ، يَقُولُ: يَا أَيُّهَا
النَّاسُ، أَلَا تَسْأَلُونِي؟ فَإِنَّ النَّاسَ كَانُوا
يَسْأَلُونَ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ
أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، أَفَلَا تُسْأَلُونَ عَنْ مَيِّتِ الْأَحْيَاءِ؟
فَقَالَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَدَعَا النَّاسَ مِنَ الضَّلَالَةِ إِلَى الْهُدَى، وَمِنَ الْكُفْرِ إِلَى
الْإِيمَانِ، فَاسْتَجَابَ لَهُ مَنِ اسْتَجَابَ، فَحَيَى بِالْحَقِّ مَنْ كَانَ
مَيِّتًا، وَمَاتَ بِالْبَاطِلِ مَنْ كَانَ حَيًّا، ثُمَّ ذَهَبَتِ النُّبُوَّةُ
فَكَانَتِ الْخِلَافَةُ عَلَى مَنَهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكًا عَضُوضًا، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُنْكِرُ
بِقَلْبِهِ وَيَدِهِ وَلِسَانِهِ وَالْحَقَّ اسْتَكْمَلَ، وَمِنْهُمْ مَنْ
يُنْكِرُ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ كَافًّا
يَدَهُ وَشُعْبَةً مِنَ الْحَقِّ تَرَكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُنْكِرُ بِقَلْبِهِ
كَافًّا يَدَهُ وَلِسَانَهُ وَشُعْبَتَيْنِ مِنَ الْحَقِّ تَرَكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ
لَا يُنْكِرُ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ فَذَلِكَ مَيِّتُ الْأَحْيَاءِ "
الحلية لأبي نعيم
الاصبهاني ورجاله كلهم ثقات ج1 ص 275 .
أما حجر بن عدي فقد أنكر على الملك
معاوية بقلبه ولسانه فقتل رحمه
الله
وبعد إن أثبتنا من كتب الجماعة إن معاوية هو من سن سب علي بن أبي طالب
فلا ضير إن ننقل قصة من القصص التي ذكرها أبو فرج الاصبهاني وكان أمويا ولكنه كان
مواليا لأهل البيت مبتعدا عن عن بني أمية نهجا وعقيدة
حدّثني
أبو عبيد، قال: حدّثنا فضل، قال: حدّثني يحيى بن معين، قال: حدّثنا أبو حفص الآبار ، عن
إسماعيل بن عبد الرحمن، وشريك بن أبي
خالد، وقد روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، عن حبيب بن أبي ثابت، قال:
لما
بويع معاوية خطب فذكر عليا، فنال منه، ونال من الحسن، فقام الحسين ليردّ عليه فأخذ
الحسن بيده فأجلسه، ثم قام فقال
أيّها
الذاكر عليا، أنا الحسن، وأبي علي، وأنت معاوية، وأبوك صخر، وأمي فاطمة، وأمك هند،
وجدي رسول الله ، وجدك حرب، وجدتي خديجة،
وجدتك قتيلة، فلعن الله أخملنا ذكرا، وألأمنا حسبا، وشرنا قدما، وأقدمنا كفرا
ونفاقا.
فقال
طوائف من أهل المسجد: آمين. قال فضل: فقال يحيى بن معين: ونحن نقول: آمين. قال أبو
عبيد: ونحن أيضا نقول: آمين. [قال أبو الفرج: وأنا أقول: آمين]
. مقاتل الطالبين وأنا
أقول آمين أيضا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق