يزيد إمارة الصبيان وليس أمير المؤمنين

هذه البيعة الباطلة عن نوفل بن أبى عقرب قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز ، فذكر رجل يزيد بن معاوية فقال : قال أمير المؤمنين يزيد ، فقال عمر : تقول أمير المؤمنين يزيد ! و أمر به فضرب
عشرين سوطا .


وفي  مصنف ابن أبي شيبة  عن أبي هريرة رضي الله عنه ويل للعرب من شر اقترب إمارة الصبيان وكان يقصد يزيد بن معاوية والدليل على هذا
 ما ذكره  الطبراني رحمه  الله في المعجم الأوسط برقم 1397
عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: فِي كِيسِي هَذَا حَدِيثٌ، لَوْ حَدَّثْتُكُمُوهُ لَرَجَمْتُمُونِي، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ لَا أَبْلُغَنَّ رَأْسَ السِّتِّينَ» . قَالُوا: وَمَا رَأْسُ السِّتِّينَ؟ قَالَ: «إِمَارَةُ الصِّبْيَانِ،   وَبَيْعُ الْحُكْمِ، وَكَثْرَةُ الشُّرَطِ، وَالشَّهَادَةُ بِالْمَعْرِفَةِ، وَيَتَّخِذُونَ الْأَمَانَةَ غَنِيمَةً، وَالصَّدَقَةَ مَغْرَمًا، وَنَشْوٌ يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ» قَالَ حَمَّادٌ: «وَأَظُنُّهُ قَالَ: وَالتَّهَاوُنُ بِالدَّمِ»

لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ إِلَّا حَمَّادٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: رَوْحٌ
والحديث رجاله ثقات صحيح  ولقد وقع الحديث حقا وكان من دلائل نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكره البيهقي بلفظ مختلف رحمه الله .
 وهذا يبين أن أبا هريرة كان يدرك مهما كانت أخطاء معاوية فانه لم يكن بمثل شر يزيد الذي كانت شخصيته صبيانية لا يراعي حدود الله ولا يراعي حقوق المسلمين ظنا أن ما تركه له أبوه ملك يحق لبني أمية وان من عارضه مستحل الدم لهذا قال والتهاون بالدماء وكان ذلك فقد استجاب الله لدعاء أبي هريرة ومات في 59  او 58 أي قبل الستين وقبل بيعة يزيد بن معاوية وأراحه الله من شهود
وكان رضي الله عنه يخاف لو باح بكل ما في كيسه لقتل  رحمه الله  من ساعته وهذا لأنه كان يعرف مثالب كثيرة للقوم لو ذكرها قتلوه وخاصة سفهاء بني أمية   
وإمارة الصبيان وردت تارة بهذا اللفظ وتارة بلفظ إمارة السفهاء وهي التي حذر منه رسول الله كعب بن عجرة رضي الله عنه في الحديث المشهور في الصحاح و المسانيد
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: «أَعَاذَكَ اللَّهُ يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ» قَالَ: وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ؟ قَالَ: «أُمَرَاءُ يَكونُونَ بَعْدِي لَا يَهْدُونَ بِهُدَاي وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهُمْ فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ وَلَا يَرِدُونَ عَلَيَّ حَوْضِي وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهُمْ فَأُولَئِكَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ وَسَيَرِدُونُ عَلَيَّ حَوْضِي يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ وَالصَّلَاةُ قُرْبَانٌ» أَوْ قَالَ: " بُرْهَانٌ، يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ، إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتِ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ، يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ، النَّاسُ غَادِيَانِ: فَمُبْتَاعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا وَبَائِعُهَا فَمُوبِقُهَا "
وله لفظ آخر من حديث البيهقي في شعب الإيمان برقم  2409
عن عَابِسٍ الْغِفَارِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَعْنِي خِصَالًا يَتَخَوَّفُهُنَّ عَلَى أُمَّتِهِ بَعْدَهُ إِمَارَةَ السُّفَهَاءِ، وَاسْتِخْفَافًا بِالدَّمِ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ، وَكَثْرَةَ الشُّرَطِ، وَنَشْأٌ يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ يَتَغَنَّوَنَ غِنَاءً يُقَدِّمُونَ الرَّجُلَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ لَيْسَ بِأَفْضَلَهِمْ وَلَا أَعْلَمِهِمْ لَا يُقَدِّمُونَهُ إِلَّا لِيَتَغَنَّى لَهُمْ
فيزيد بن معاوية هو صاحب إمارة السفهاء التي أعاذ منها رسول الله كعب بن عجرة وهي نفسها إمارة الصبيان الذين إذا أطعتهم أدخلوك النار وإذا عصيتهم قتلوك.
وقد كان أبو هريرة يتعوذ أن تدركه الستون وهي سنة بيعة يزيد بن معاوية ويقول أن إمارة الصبيان فيها وصدق  رحمه الله واستجاب له وهذا بالتأكيد من الأحاديث التي اخبره عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا  أيضا  فيه حديث أبي هريرة حول الغلمان السفهاء الذي يهلكون الإسلام وهم من بني أمية
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ المَصْدُوقَ يَقُولُ: «هَلَكَةُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ» فَقَالَ مَرْوَانُ: لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ غِلْمَةً. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ: بَنِي فُلاَنٍ، وَبَنِي فُلاَنٍ  انظر صحيح البخاري وابن حبان
وهؤلاء الغلمان السفهاء هم من تعوذ أبو هريرة أن يدركهم عند رأس الستين وأولهم يزيد بن معاوية  ثم مروان بن الحكم ونسله ما خلا عمر بن عبد العزيز رحمه الله رضي الله عنه.
وكفى بهذا الحديث واعظا لمن أراد أن يتوب عن مدح السلاطين عبر التاريخ
فهذه الأحاديث التي سبقت تبين أن إمارة السفهاء تبدأ عند الستين ومن علاماتها التهاون بالدماء وحدث هذا فقتل الحسين وقتل أهل العراق وأهل المدينة بالحرة وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن إمارة السفهاء بداية هلاك الإسلام فهؤلاء مدعوا أن بني المروان نشروا الإسلام فهؤلاء يعارضون صريح الحديث النبوي الذي قال أن هلاك الإسلام على أيديهم .

وهذا لأنه كما سبق واشرنا أنهم أرادوا التوسع في الملك والله نصر بهم الدين وهم فسقة فجرة وان الله يؤيد هذا الدين بمن شاء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق