أول رأس قطعت وحملت عبر الأمصار رأس عمرو بن الحمق في عهد معاوية

سنة سيئة سنها معاوية وبقيت في ولده وأتباعه إلى قيام الساعة
أورده الطبراني في الأوسط بسند حسن برقم 4081
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: نا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: نا الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، عَنْ صَخْرِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَمِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الْحَمِقِ، يَقُولُ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَرِيَّةٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تَبْعَثُنَا وَلَيْسَ لَنَا زَادٌ، وَلَا لَنَا طَعَامٌ، وَلَا عِلْمَ لَنَا بِالطَّرِيقِ، فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَمُرُّونَ بِرَجُلٍ صَبِيحِ الْوَجْهِ، يُطْعِمُكُمْ مِنَ الطَّعَامِ، وَيَسْقِيكُمْ مِنَ الشَّرَابِ، وَيَدُلُّكُمْ عَلَى الطَّرِيقِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» ، فَلَمَّا نَزَلَ الْقَوْمُ عَلَيَّ جَعَلَ يُشِيرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ويَنْظُرُونَ إِلَيَّ فَقُلْتُ: مَا بِكُمْ يُشِيرُ بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ، وتَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟ فَقَالُوا: أَبْشِرْ بِبُشْرَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَإِنَّا نَعْرِفُ فِيكَ نَعْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُونِي بِمَا قَالَ لَهُمْ: فَأَطْعَمْتُهُمْ، وَسَقَيْتُهُمْ، وزَوَّدْتُهُمْ، وَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى دَلَّلْتُهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ

ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي فَأَوْصَيْتُهُمْ بِإِبِلِي ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: مَا الَّذِي تَدْعُو إِلَيْهِ؟ فَقَالَ: «أَدْعُو إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وإِقَامِ الصَّلَاةِ، وإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وحَجِّ الْبَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضَانِ» فَقُلْتُ: إِذًا أَجَبْنَاكَ إِلَى هَذَا، فَنَحْنُ آمِنُونَ عَلَى أَهْلِنَا، ودِمَائِنَا، وأَمْوَالِنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَسْلَمْتُ، ورَجَعْتُ إِلَى قَوْمِي، فَأَخْبَرْتُهُمْ بِإِسْلَامِي، فَأَسْلَمَ عَلَى يَدَيَّ بَشَرٌ كَثِيرٌ مِنْهُمْ ثُمَّ هَاجَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ لِي: «يَا عَمْرُو هَلْ لَكَ أَنْ أُرِيَكَ آيَةَ الْجَنَّةِ؟ يَأْكُلُ الطَّعَامَ ويَشْرَبُ الشَّرَابَ، ويَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ» ، قُلْتُ: بَلَى بِأَبِي أَنْتَ قَالَ: «هَذَا، وَقَوْمُهُ آيَةُ الْجَنَّةِ» ، وَأَشَارَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَقَالَ لِي: «يَا عَمْرُو، هَلْ لَكَ أَنْ أُرِيَكَ آيَةَ النَّارِ؟ يَأْكُلُ الطَّعَامَ ويَشْرَبُ الشَّرَابَ، ويَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ؟» قُلْتُ: بَلَى، بِأَبِي أَنْتَ قَالَ: «هَذَا وَقَوْمُهُ آيَةُ النَّارِ» وَأَشَارَ إِلَى رَجُلٍ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ، ذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَرَرْتُ مِنْ آيَةِ النَّارِ إِلَى آيَةِ الْجَنَّةِ، وَتَرَى بَنِي أُمَيَّةَ قَاتِلِي بَعْدَ هَذَا؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: وَاللَّهِ، لَوْ كُنْتَ فِي جُحْرٍ فِي جَوْفِ جُحْرٍ لَاسْتَخْرَجَنِي بَنُو أُمَيَّةَ حَتَّى يَقْتُلُونِي حَدَّثَنِي بِهِ حَبِيبِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «أَنَّ رَأْسِي أَوَّلُ رَأْسٍ تُحْتَزُّ فِي الْإِسْلَامِ، وَيُنْقَلُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ» .

أما قوله  هذا أيه الجنة فكان يقصد علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وهذا ما يثبته الحديث الأول في صحيح البخاري في لفظه يدعوهم إلى الجنة فدعوة علي رضي الله عنه هي دعوة الجنة والتي تخرج الناس من الفتن ,أما قوله  أيه النار فهذا واضح جلي يقصد به معاوية فدعوته دعوة نار و  تفريق بين الأمة وخلع طاعة علي بن أبي طالب وتفريق الأمة ,وقد صح في البخاري إنهم يدعون عمار بن يسار إلى النار وماذا كان يريد أصحاب معاوية من عمار بن يسار  وهو شيخ كبير  ؟ و مع ذلك حضر المعركة ليحضر الناس على الابتعاد عن طريق معاوية وكان طريق خطير ومنعرج خطير في تاريخ الأمة فقتل رضي الله عنه
كان يريدون أن يكون معهم ضد علي ويحث الناس على قتال رضي الله عنه لكنه أصر على حث الناس على قتال معاوية بن أبي سفيان وقتال أتباعه فقتله جيش معاوية
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها دعوة نار  من  أجابهم قذفوه فيها
لهذا اتبع عمرو بن الحمق رضي الله عنه علي ابن أبي طالب وكان ينتقد كثيرا معاوية فقتل وحمل رأسه إلى معاوية بن أبي سفيان فكانت أول رأس تقطع ويسافر بها بين البلدان وهذه سنة سيئة ابتدعها معاوية بن أبي سفيان .

وقد ذكر أصحاب  السير  و التراجم منهم المزي وابن عبد البر أن أول رأس حملت في الإسلام  هي رأس الصحابي عمرو بن حمق وحملت لمعاوية.
قال خليفة بن خياط : قتل بالموصل سنة إحدى و خمسين قتله عبد الرحمن بن عثمان الثقفى و بعث برأسه إلى معاوية .
ذكر جرير ، عن أبى مخنف أن عمرو بن الحمق كان من أصحاب حجر بن عدى ـ يعنى فلذلك أريد قتله و حمل رأسه لما مات.
وحاول بنو أمية إلصاق تهمة انه ممن ثار على بني أمية ولكن الحقيقة غير ذلك فهو كان من أصحاب الرجل الصالح حجر بن عدي رحمه الله لهذا انتقم منه الملك الغاشم وهذا كل شيء
فهذه عادة الملوك مفسدون في الأرض يقتلون من يؤمرون بالقسط بالناس .
وكون الملك يبدأ بعد ثلاثين سنة من الخلافة  وهذا عام 40 ه  عام تنصيب معاوية و صف هذا الملك بكونه عاض يعني فيه ظلم فهذه دلائل الظلم فيه
وبمجمل القول في معاوية فانه ارتكب العديد من المخالفات في سيرته ولم يكن بذلك الخليفة الذي يضرب به المثل للعالم ولكن كان له محاسن وكان أفضل من باقي ملوك بني أمية إلا عمر بن العزيز الذي كان خيرا منه بكثير
ومن قول احمد انه قال إن معاوية خير من عمر بن عبد العزيز فهذا من قلة فقه احمد لسنن الحياة  و والكون ولا يقاس بمثل قوله  في هذه الأمور فهو لم يكن من أهل السياسة ولا علم له بها وكان  صالحا في ذاته صدوقا  .

فالمعيار أحاديث رسول الله وما ورد فيهم من نهي وذم ولقد ضربنا بعض الأمثلة عن كون ملكه ملكا عاضا ,.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق