عمر بن عبد العزيز الرجل الطيب والعادل المقتول غدرا

وأول سياسة عمر بن عبد العزيز كانت تتركز على عدة نقاط
القاعدة العدل الداخلي أفضل من التوسع الخارجي يعني اسقط قصة الفتوحات المزعومة واعتبرها غير صالحة لان الفاتح الذي هو الفرد المسلم كان  يجب أن يتعلم القيم الداخلية للعدل فان لم يكن هنالك عدل داخلي بين الأمراء والناس فهذا الفاتح سيكون غير قادر على نقل الرسالة السلمية للناس خارج دولته
القاعدة الثالثة عزل أمراء بني أمية الظلمة من بني مخزوم وبني ثقيف واستخدام أمراء من أقوام آخرين فمثلا نجد انه استخدم على العراق عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب .
ورد رضي الله عنه مظالم بني أمية كلها وصحح قدر المستطاع الأعمال الظالمة التي قام بها ورد أراضي الناس  لهم التي انتزعها بنو أمية ولو تتبعنا سيرته لوجدنا انه خالف كل من سبقه من بني أمية مخالفة تامة بل ,و أراد أن لا يمشي إلا بسيرة عمر بن الخطاب فلا اقتدى لا بمعاوية ولا بجده مروان بن الحكم وإنما طلب الاقتداء بعمر رضي الله عنه ,وتغيرت الفتوحات في عهده  وعادت إلى نهج الخلفاء الراشدين وهذا بعض ما ذكره بن جرير الطبري عن معاملته لأهل الديانات الأخرى
قدم كتابه على عبد الرحمن بن نعيم:
لا تهدموا كنيسة ولا بيعة ولا بيت نار صولحتم عليه، ولا تحدثن كنيسة ولا بيت نار، ولا تجر الشاة إلى مذبحها، ولا تحدوا الشفرة على رأس الذبيحة، ولا تجمعوا بين الصلاتين إلا من عذر.انظر تاريخ الطبري
فقد بين الكثير من واجبات الجيش الإسلامي التي غيرها بنو أمية قبله فقد منعهم عن هدم الكنائس وبيوت النار وهي معابد المجوس ولا أن لا يبنوا غيرها وأوصاهم بالرحمة حتى بالحيوانات فما بالك بالإنسان وهذا ضرب لهم مثل عن الرحمة في الإسلام فكأنه قال أن رسول الله نهى أن تخوفوا الحيوان فكيف بكم وانتم تخوفون الناس ؟
وسيرة عمر بن العزيز لا تخفي على احد فمجرد أن تنظر في كتاب حلية الأولياء ستجد الخير الكثير الذي يبشر بعظمة هذا الخليفة الراشد بل وهو من علامات صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي المشهور ثم تكون خلافة على منهاح النبوة وهي خلافة عمر بن عبد العزيز بلا شك فقط جاءت بعد الملك العاض وهم ملك معاوية ويزيد, والحكم الجبري وهو حكم بني المروان , ثم الخلافة على منهاج النبوة هي خلافة عمر .
أما ما ذكر على أن الخلافة على منهاج النبوة تكون في أخر الزمن هي خلافة المهدي وهي ليست خلافة على منهاج بل هي خلافة لله رب العالمين لهذا يطلق عليها لفظ خليفة الله وهذا اللقب لا يستحقه إلا نبي او شخص اختاره الله بنفسه ليكون خليفته  فشان ملك المهدي خفي شانه شان ذي القرنين وسليمان     
شهادة الإمام الباقر أن عمر بن العزيز مختلف عن كل بني أمية .
ذكر صاحب الحلية في أول ما كتب عن  عمر بن العزيز
سُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ نَجِيبَةً، وَأَنَّ نَجِيبَ بَنِي أُمَيَّةَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ»
وهذه شهادة قيمة ومعنى انه يبعث امة وحده أي انه مختلف اشد الاختلاف عنهم فقد كانت سيرته من سيرة الخلفاء الراشدين ,  و لم تكن سيرته من سيرة هؤلاء القتلة ممن افسدوا في امة محمد لقلة علمهم ورغبتهم في السلطة بأي ثمن
 ومن دلائل اختلافه عن بني أمية وعدم اهتمامه بالسلطة فانه لم يعهد لولد من أولاده بالسلطة وكان عنده ولد صالح جدا يسمى عبد الملك .

عَنْ جَعْوَنَةَ قَالَ: " لَمَّا مَات  عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، جَعَلَ عُمَرُ يُثْنِي عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ بَقِيَ كُنْتَ تَعْهَدُ إِلَيْهِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: وَلِمَ وَأَنْتَ تُثَنِّي عَلَيْهِ؟ قَالَ: أَخَافُ أَنْ يَكُونَ زُيِّنَ فِي عَيْنِي مِنْهُ مَا زُيِّنَ فِي عَيْنِ الْوَالِدِ مِنْ وَلَدِهِ .
وهنا يقر رضي الله عنه أن الإنسان يرى ولده في صورة غير التي تراه الناس فيراه كاملا وصالحا للخلافة وهذا من خطوات الشيطان واستدراجه له لهذا ,فان مخالفة الهوى في هذا الأمر أفضل يعني أن لا تعهد لولدك بالخلافة او الحكم حتى وان ظننت انه صالح فلست آنت من تحكم عنه لأنك والده وتراه دوما جميل ومكتمل بل يعهد إليه الناس على الشورى والرضا منهم .

فالوالد دوما ولده كاملا ولو كثرت عيوبه ويدافع عنه حتى وان ظلم وقليل من الآباء من ينصف في الحق بل اغلبهم يحيف للدفاع عن ولده وهذا من حكمة أمير المؤمنين فقد عرف أن نفس الوالد تزين الولد في عين أبيه فيعهد إليه بخلافة هو ليس أهلا لها وهذا مثال على معاوية إذ عهد إلى يزيد وهو ليس أهلا لها لا من قريب ولا من بعيد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق