اخبرناَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، فِي صَفَرٍ
سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ
الْعَدْلُ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْدِيُّ الشَّيْخُ الْفَاضِلُ،
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ أَخُو
حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي
الْحَسَنِ , عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: جَاءَ الْحَكَمُ بْنُ
أَبِي الْعَاصِ يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَعَرَفَ كَلَامَهُ، فَقَالَ: «ائْذَنُوا لَهُ فِيهِ أَوَ وَلَدَ حَيَّةً،
عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَعَلَى مَنْ يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ إِلَّا
الْمُؤْمِنِينَ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ , يُشَرَّفُونَ فِي الدُّنْيَا , وَيُوضَعُونَ
فِي الْآخِرَةِ، ذَوُو مَكْرٍ وَخَدِيعَةٍ , يُعَظَّمُونَ فِي الدُّنْيَا وَمَا
لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ» . قَالَ الدَّارِمِيُّ:
عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو الْحَسَنِ هَذَا حِمْصِيٌّ
دلائل النبوة
مروان بن
الحكم بن أبي العاص
لا توجد
فتنة في الإسلام إلا وكان سبب فيها فكان احد الأسباب الرئيسية قتل عثمان وتحريض الناس عليه فقد كان يظن أن
الملك لبني أمية ويعامل الناس بغلظة وذكرت كتب التاريخ انه من زور الكتاب الذي ذهب
لمصر وشارك في فتنة طلحة والزبير ومات رضي الله عنهما وذكر المزي
عد من موبقاته أنه رمى طلحة أحد العشرة يوم الجمل و هما
جميعا مع عائشة فقتل ، ثم وثب على الخلافة بالسيف ،
وشارك في
الكثير من الفتن وكان واليا على الحجاز زمن معاوية
وأعماله
القبيحة كثيرة ولا حاجة لذكرها فهي تحتاج كتاب خاص
له وحده
يحكي ما جاء به هذا الملعون بن الملعون من بدع تركت في الإسلام اثأر خطيرة وفتن أهمها
فتنة الروافض فقسوة هذا الطاغية وأتباعه دفعت
آهل العراق للغرق في دائرة التطرف وصاروا روافض
وكان صاحب
بدعة الأمير المتغلب على الأمصار بالسيف وهي شر بدعة ظهرت في الإسلام وهي بوابة
الكفر والهلاك ولكن الناس لا تعقل ولا ترى ,ولهذا حذر رسول الله منه تحذيرا شديدا
ومن حاله .
فقد روى الإمام
الحاكم في مستدركه وصححه الذهبي
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنِّي أُرِيتُ فِي مَنَامِي كَأَنَّ بَنِي الْحَكَمِ بْنِ
أَبِي الْعَاصِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِي كَمَا تَنْزُو الْقِرَدَةُ» قَالَ:
فَمَا رُئِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا
حَتَّى تُوُفِّيَ
ومثل هذا
الحديث في دلائل النبوة للإمام البيهقي الذي أورده كدليل على صدق نبوة رسول الله
صلى الله عليه وسلم في أن هؤلاء القردة سيحكمون المسلمين .
وهذا الحديث
من أبي هريرة هو الذي كان يقول لو انه اخرج كل ما بي كيسه من أحاديث لقتل ولعله
رضي الله عنه أخرجه قبل أن يموت لكي لا يكون كاتما للعلم رحمه الله .
وقد ذكر أن
رسول الله بقي حزينا بسبب هذه الرؤيا لم يضحك وهذا حقيقي فكيف يضحك ولقد رأى تلك
القردة تعلو منبره عليه الصلاة والسلام فلا
ادري الناس اليوم تفرح بحكام رسول الله لما رآهم فوق منبره لم يضحك حتى مات .
انه حري بمن
يؤمن بنبوة رسول الله أن يقول لعن الله من
أحزنك يا رسول الله
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي الْعَاصِ ثَلَاثِينَ، كَانَ
دِينُ اللَّهِ دَخَلًا، وَمَالُ اللَّهِ دُوَلًا، وَعِبَادُ اللَّهِ خَوَلًا مسند أبي
يعلى الموصلي بسند صحيح برقم 6523
ومثله أيضا
عن أيضا عن أبي ذر الغفاري شهد عنه على رضي الله عنه في مستدرك الحاكم وصححه
الذهبي وقال على شرط مسلم برقم 8478 من مستدرك الحاكم
ومثل هذا الحديث
في المخطوط المسمي أحاديث إسماعيل بن جعفر
رحمه الله 284 برقم -
حَدَّثَنَا
الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «إِذَا بَلَغَ بَنُو
أَبِي الْعَاصِ ثَلَاثِينَ، كَانَ دِينُ اللَّهِ دَخَلًا، وَمَالُ اللَّهِ
نُحْلًا، وَعِبَادُ اللَّهِ خُوَلًا»
أما في كون
رسول الله لعن مروان بن الحكم ولعن والده فان الأحاديث فيها
ما رواه
الحاكم في مستدركه قال
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ
الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ
الْحَافِظُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الدِّرْهَمِيُّ، ثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ
خَالِدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
زِيَادٍ، قَالَ: لَمَّا بَايَعَ مُعَاوِيَةُ لِابْنِهِ يَزِيدَ، قَالَ مَرْوَانُ:
سُنَّةُ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ:
سُنَّةُ هِرَقْلَ، وَقَيْصَرَ، فَقَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ: {وَالَّذِي قَالَ
لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} ، قَالَ:
فَبَلَغَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: كَذَبَ وَاللَّهِ مَا هُوَ
بِهِ، وَلَكِنْ «رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ أَبَا
مَرْوَانَ وَمَرْوَانُ فِي صُلْبِهِ» فَمَرْوَانُ قَصَصٌ مِنْ لَعْنَةِ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
والحديث
كله رجاله ثقات وقال الذهبي انه منقطع ولكن لا اثر لذلك فان قصد أن انقطاعه من جهة
محمد بن زياد فقد أدرك محمد بن زياد عائشة وأبو هريرة وقيل انه كان صاحب أبي هريرة
وهذا يفسر معرفته بأحاديث ذم بني العاص وبالتالي فقد أصاب الحاكم واخطأ الذهبي إذ
قال انه منقطع .
والقصة
هذه قصة بيعة يزيد من المرجح أنها وقعت سنة 59 ه وبالتالي يكون محمد بن زياد ممن أدرك
القصة فلا انقطاع فيها
ومثله
أيضا في نفس المصدر بسند صحيح
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ،
ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ
الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ
الْجُهَنِيِّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، أَنَّ
الْحَكَمَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَهُ
وَكَلَامَهُ، فَقَالَ: «ائْذَنُوا لَهُ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ، وَعَلَى مَنْ
يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ، إِلَّا الْمُؤْمِنُ مِنْهُمْ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ،
يُشْرِفُونَ فِي الدُّنْيَا وَيَضَعُونَ فِي الْآخِرَةِ، ذَوُو مَكْرٍ
وَخَدِيعَةٍ، يُعْطَونَ فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ»
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ " .
وهذا الحديث إن عرف أبو الحسن الجزري فهو حديث
صحيح8484 رقم
ولكن لديه ما يقاربه في المعنى من حديث مما رواه
الطبراني في الأوسط بحديث رجاله ثقات
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ
الْعَسْقَلَانِيُّ قَالَ: نا مُعَاذُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: نا زُهَيْرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ قَالَ: نا صَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ نَافِعَ بْنَ
جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَيْنَا أَنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحِجْرِ إِذْ مَرَّ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي
الْعَاصِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَيْلٌ
لِأُمَّتِي مِمَّا فِي صُلْبِ هَذَا» 1520 - ومثله في نفس الكتاب بسند صحيح برقم 6667 .
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
مَالِكٍ الْجَنَبِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ:
«وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ الْحَرَامِ،
وَالْبَلَدِ الْحَرَامِ إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ وَوَلَدَهُ
مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
الطبراني
الكبير رقم 300 والسند لا باس به إلا أن فيه لين من جهة أبو مالك وكان صدوقا ليس
من أهل الصنعة .اما موبقات مروان بن الحكم فهي كثيرة جدا كما سبق وأشرت فكم من فعل
شنيع فعله وكم من صنيعة غير مرضية جاء عليها و أكثر أفعاله شرا سطوته على الخلافة
بالقوة ولكن الله لم يمهله كثيرا أن عاش فيه تسعة أشهر ومات .
ومنها
انه رمى طلحة بسهم في ركبته وذكرتها كتاب التاريخ وذكرها ابن أبي شيبة وذكر
الاسماعيلي إنكاره على البخاري الرواية عنه باعتباره قاتل طلحة رضي الله عنه .
أَبُو
أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ أَخْبَرَنَا قَيْسٌ، قَالَ: رَمَى مَرْوَانُ بْنُ
الْحَكَمِ يَوْمَ الْجَمَلِ طَلْحَةَ بِسَهْمٍ فِي رُكْبَتِهِ ; قَالَ: فَجَعَلَ
الدَّمُ يَغْدُو يَسِيلُ , قَالَ: فَإِذَا أَمْسَكُوهُ اسْتَمْسَكَ , وَإِذَا
تَرَكُوهُ سَالَ , قَالَ: فَقَالَ: دَعُوهُ , قَالَ: وَجَعَلُوا إِذَا أَمْسَكُوا
فَمَ الْجُرْحِ انْتَفَخَتْ رُكْبَتُهُ , فَقَالَ: دَعُوهُ فَإِنَّمَا هُوَ سَهْمٌ
أَرْسَلَهُ اللَّهُ , قَالَ: فَمَاتَ ; قَالَ: فَدَفَنَّاهُ عَلَى شَاطِئِ
الْكِلَاءِ , فَرَأَى بَعْضُ أَهْلِهِ أَنَّهُ قَالَ: أَلَا تُرِيحُونَنِي مِنَ
الْمَاءِ؟ فَإِنِّي قَدْ غَرِقْتُ ثَلَاثَ مِرَارٍ يَقُولُهَا , قَالَ:
فَنَبَشُوهُ فَإِذَا هُوَ أَخْضَرُ كَالسَّلْقِ فَنَزَفُوا عَنْهُ الْمَاءَ ثُمَّ
اسْتَخْرَجُوا فَإِذَا مَا يَلِي الْأَرْضَ مِنْ لِحْيَتِهِ وَوَجْهِهِ قَدْ
أَكَلَتْهُ الْأَرْضُ , فَاشْتَرَوْا لَهُ دَارًا مِنْ دُورِ آلِ أَبِي بَكْرَةَ بِعَشَرَةِ
آلَافٍ فَدَفَنُوهُ فِيهَا .مصنف أبي شيبة رقم -37770 .
وسند
الحديث صحيح وقيس بن أبي حازم راوي القصة من اكبر التابعين حتى انه ذهب لبيعة رسول
الله وقبض رسول الله قبل وصوله .
المهم
أن هذا الملعون فعل أفاعيل كثيرة ومنها استباحة إرسال الجيوش لغزو مكة ورسول الله
صلى الله عليه وسلم حرمها
فلا
يجب أبدا أن تقدم خلافته على أساس خلافة إسلامية بل الإسلام بريء منها وإنما بعض
الفتوحات الجيدة تدرس كأمثلة فردية منفصلة
عن الفكر المرواني ولما هلك هذا
الملعون بويع لعبد الملك بن مروان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق