ومن أفعال الوليد الشنيعة بعمر بن عبد العزيز.

ذكر المؤرخون وعلماء التراجم قصة في غاية الحزن سببت لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز حزنا كثيرا في حياته فلما كان أميرا للمدينة رضي الله عنه .
أمره الوليد بن عبد الملك  بجلد خبيب بن عبد الله بن الزبير رحمه الله.
وذكر الإمام الطبري والمزي وعلماء التاريخ أن الوليد بن عبد الملك أمر عمر بن عبد العزيز أن يأخذ خبيب بن عبد الله بن الزبير يضربه مئة سوط ويرمي عليه الماء البارد في يوم البارد ففعل ذلك عمر وكان خبيب زاهدا عالما كثير الصلاة والعبادة وكبير السن وكان اكبر أولاد عبد الله بن الزبير رضي الله عنه, فلم يلبث خبيب حتى مرض وأخذته الرعدة واستشهد رحمه الله فلما بلغ عمر بن عبد العزيز موته سقط مغشيا عليه وكره العمل عند بني أمية, وصار ينكر عليهم أعمالهم في العراق ,فعزله الوليد بن عبد الملك بعدها عن ولاية الحجاز .
وكان خبيب هذا صاحب علم كثير لا تعرف الناس كل علومه ,ولكنه ترك الشيء اليسير من الأحاديث فسبحان الله حبر أخر من أحبار الأمة تقضي عليه السلطة الأموية ,وتمنع أن يصل كلامه إلى الأمة الإسلامية ,التي هي في اشد الحاجة للتنوير .
ولعظيم قدر خبيب كان عمر بن عبد العزيز مع كل ما فعله من خير يقول لمن يبشره كيف إذن بخبيب كيف إذن بخبيب ؟ رحم الله عمرا فقد كان شابا صغير السن حينها  ورحم الله خبيبا.
وان هذه القصة مما يبكي وتقشعر لها الأبدان فتدبر رحمك الله هذا عمر لم يقصد قتله  وإنما قصد امتثال لأمر أميره, وهو الوليد ولكن لو عمل عمر بن عبد العزيز بسنة اعتزال الحاكم الظالم الأول ما كان عليه كل هذا لأنه رضي الله عنه بقي طول حياته حزينا بسبب هذه الحادثة وهذا كله بسبب الطاغية الوليد بن عبد الملك الذي لا يجتبي من خلطه إلا الشر .
هذه حقيقة الوليد التي لا يريد أبواق السلاطين إظهارها, لقد كان بابا فيه الرحمة لمن أطاعه ومن خالفه كان عذابا ظالما له وشرا متربصا لهذا  لا مجال  عندنا في الشك أن شخصية فرعون لا تنطبق إلا على الوليد بن عبد الملك .
إن دخول الأمة على الفتنة في عهد الوليد بن يزيد واتهامه بأنه سبب ذلك هذا فيه نوع من الفساد والكذب عليه أيضا فهكذا إذن نتهم عثمان بن عفان انه فتن الأمة وجعلها تقتل بسببه .
هذا المنطق غير صحيح تماما وإنما نقول أن الوليد بن يزيد لم تكن فيه صفة من صفات الفراعين وكان صاحب لهو وغفلة, ولم يكن ماكرا عنيدا جبارا ,أما الوليد بن عبد الملك فكان حقا فرعون فيه صفات الفراعنة وهو الذي أعطى للحجاج الضوء الأخضر للممارسة سياسته الشيطانية التي أدت على ظهور الفرقة بين المسلمين بشكل كبير وشعور بقنوط ويأس ما بعده يأس ولجوء الناس إلى عقائد باطلة للهروب من الواقع ,باختصار لقد دفع الحجاج بن يوسف الناس إلى الكفر بسبب طغيانه عليهم لقد أخرجهم من حدود المعقول .
أما بقيه ملوك بني أمية بعد الوليد فلم يرد فيهم ذم خاص وإنما ورد فيهم ذم عام وجاء بعد الوليد
سلميان بن عبد الملك

سلميان بن عبد الملك ولم تدم خلافته كثيرا وكان أفضل ما قام به أن عهد إلى عمر بن العزيز بالخلافة
ومات الحجاج في زمنه وأطلق الناس من السجون وهذا خير ما فعل .
فكانوا يسمونه مفتاح الخير ولم يكن بذاك ولكنه رحمه الله ترك شيئا طيب وراءه وهو عمر

ولقد تفرس فيه الخير وكان فراسته على الحق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق