حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا إدريس بن عبد الكريم،
ثنا محرز بن عون، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد الله بن موسى قال: كتب عمر بن
عبد العزيز إلى عدي: «ما طاقة المسلم بجور السلطان مع نزغ الشيطان، إن من عون
المسلم على دينه أن يتقي بحقه»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن
الصباح، ثنا عبد الله بن رجاء، عن هشام بن حسان قال: قال عمر: «لو أن الأمم تخابثت
يوم القيامة فأخرجت كل أمة خبيثها، ثم أخرجنا الحجاج لغلبناهم» .
ما طاقة المؤمن بشيطان يوسوس له خناس وفوق هذا أمير جائر
كأنه شيطان يقتل كل من خالفه في هواه ولم يترضى على عمله لقد أوتي عمر حكمة كبيرة .
ومن
يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب
من
تفكر وتدبر تعلم وزادت حكمته ومن نظر إلى حال المؤمن المفتون فتنته في أهله وماله
وولده وسوقه ومكان عمله ثم تزيد عليه فتنة سلطان جائر يمنعه حقه وإذا قال له أعطني
حقي قتله .
أين
يفر المؤمن هنا يصبر قليل من عباد الله الصابرون ؟
عمر
أدرك أن غالب الناس سوف تفتن وتحمل السيوف وتكون فرقة وعقائد جديدة ويزداد هذا
كلما جار السلطان وهذا أمر الله وسنته في الكون .
فبغي
الناس بعضهم على بعض هو الذي يولد الاختلاف والفرقة وتظهر الفرق الكثيرة لقوله
تعالى
كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ
النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ
بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ
فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ
بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ
مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ
واختلفوا
فيه من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم يعني ظلما لبعضهم البعض
فالظالم
يحرف تأويل كلام الله ليبيح له قتل أخيه بغير إثم وينسب له الكفر او الخروج عن
الحق وهكذا يعم التحريف في تأويل كتاب الله ويظلم الناس بعضهم بعضا .
فبنو
أمية حرفوا معاني الخلافة وجعلوها خلافة لله وجعلوا الخارج عليهم خارج عن الدين
والرافض لطاعتهم رافضا لطاعة رب العالمين وشيطنوا كل من خالفهم وظلموا الناس وخاصة
شيعة علي وهكذا شيعة شطينت كل من خالفهم وجعلته حليف إبليس وظلم الناس بعضهم بعضا .
فلو
أن الحاكم الجائر يتقي الله ويترك حقوق الناس لهم ويمشي فيهم بسيرة العمرين ولا تأخذه
العزة بالسلطان ولا بالإثم ويعلم انه يوم القيامة يأتي وحيدا لا حرس ولا جنود له
لما حدثت الفتن في الأرض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق