أما قولهم خال المؤمنين
فهذا من الثرثرة التي لا معنى لها فلا يوجد لقب اسمه خال المؤمنين ولا نطق به رسول الله ولا الخلفاء من بعده ولا
نطق به ابن عمر وهو أخ حفصة أم المؤمنين ولا نطق به عبد الرحمن اخو عائشة ولا نطق
به معاوية نفسه ولا يزيد بن أبي سفيان فأمهات المؤمنين ومنهم أخت معاوية ام حبيبة
هي ليست أما للناس بالمعنى الوالدة التي تلدهم وبينها وبينهم قرابة دم فتنج عن هذه القرابة علاقات مثل الخال او العم وإنما
هي أم للناس يعني بمثابة الأم المربية التي تربي الناس فالله جعلهن بمثابة الأمهات
لكونهن سيكن المربيات للمؤمنين من بعد ذلك
ولو كنا حقا أمهات للمؤمنين ومعاوية خال المؤمنين لحرمت على معاوية كل نساء الإسلام
لأنه خالهن ولو صرنا نفهم فهم الجماعات السنية لأمهات المؤمنين لصار عندنا عم
المؤمنين وجد المؤمنين وخال المؤمنين وابن عم المؤمنين وابن خالة عم المؤمنين وابن
عمة خالة المؤمنين وهذا يتنافي مع العقل
والنقل .
هذه ألقاب يطري بها أهل
الخضوع والخنوع الملوك فيدخل مثلا على مروان بن الحكم او الوليد بن عبد الملك
فيقول له قول مثل هذا في معاوية فيفرح الأمير ويؤمر له بالعطاء فيخرج فيبثه في
الناس وتبدأ العوام بهذه الثرثرة ويتبعهم بعض مرتزقة العلم وهم يدرون أن هذا
الكلام أثم ومع ذلك يتبعونهم
ولنقول ماذا تقصدون بان
معاوية خال المؤمنين ؟ اخو زوجة رسول الله ؟
يعني صهر رسول الله صلى
الله عليه وسلم فهذا عمه الأفضل الذي حماه
ورباه ورعاه لم يملك له رسول الله من الله شيئا بل مات كافرا
وهذا عمه أبو لهب مات
كافر اشر الكفر وأشده
قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وَمَنْ
أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ
لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ
العلم
لزهير بن حرب بسند صحيح
فلا فضل لإنسان به نسبه
ولو فاطمة بنت محمد رضي الله عنها وما إدراك ما فاطمة بنت محمد لم يختلف في فضلها
اثنان ومع ذلك لا ينفعها نسبها .
فلا تقولوا خال المؤمنين
فهذا بدعة انتم زدتموها للناس ولا تصح أبدا لا لفظا ولا قولا وهي خاطئة جدا وإنما أريد
به غير وجه الله وأريد بها التقرب للسلطان وهذا غير لائق في شرع الله ولم يثبت على
احد إن لقب أبا بكر بجد المؤمنين لأنه أبو عائشة ولا احد لقب عمر كذلك ولا احد من أقارب
أمهات المؤمنين اتخذ هذه الكلمة فلفظ أم المؤمنين ليس لفظ قرابة او نسب وإنما هو
لفظ خاص بنساء رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم به لا قرابة ولا نسب ولو كانت
تقوم به القرابة والنسب لصار كل مؤمن يدخل على نساء النبي بصفته ولد لهن وهذا لم
يقل به أي واحد من العلماء ولا أباح دخول الرجال الأجانب عليهن بصفتهن أولادهن وإنما
صفة الأمومة لهن من حيث أنهن مربيات لأمة محمد ولسن والدات يحرم بهن ما يحرم
بالنسب الحقيقي وما ينتج عنه من إخوة او عمومة وبما إن لفظ القران جاء مقتصر عليهن
فقط فيجب إن يبقى فيهن ولا يتعدى إلى غيرهن من أخواتهن او إخوتهم فهذا لم يفعله أي
واحد من الصحابة وهو من البدع التي أظهرها أمثال احمد وغيره وهذا قلة فقه وتفسير ظاهري للقران يدل
على أثار المدرسة الظاهرية التي تعتني بالألفاظ دون المعاني ,فلا يصير عندنا خال
للمؤمنين وعم للمؤمنين وجد للمؤمنين فهذا من البدع التي لم ينزل الله بها من سلطان
وهي ليست لمعاوية ولا لغيره .
قولهم كاتب وحي رب العالمين
وهذا جاء بسبب قصة إسلام
ابن سفيان التي ذكرها في مسلم
لنفرض إن الحديث صح في
كونه كاتبا للوحي فقد صح أيضا إن ابن عمه عبد الله بن أبي سرح كان كاتبا للوحي ثم
ارتد وسب رسول الله واتهمه بالكذب وأهدر دمه رسول الله ولولا إن عثمان أجاره لقتله
رسول الله لأنه كان مبغضا كارها له وهذا أمر طبيعي فهذا فويسق ولا يصدر مثل العمل
من الرجل سواء أكان كافرا أم مؤمنا فالرجل يحترم كلامه وهذا التصرف ليس تصرف رجل
بتاتا بل تصرف منافق فهل نفعه انه كان كاتب وحي ؟
العبرة ليست بكتابة
الوحي او تدوينه بل العبرة بالعمل به ؟وقد ضربنا مثلا لكم بأحد أقارب معاوية اسلم
قبل الفتح وكتب الوحي ثم ارتد وهرب وجعل يقول إن رسول الله كذاب وانه يستطيع إن
يقول مثل قول محمد وانه مجرد قول البشر .
ومن الأشياء التي أفسدت
على عثمان الناس توليته الإمارة في مصر لعبد الله بن أبي سرح ولم يكن أهلا لها لا
من قريب ولا من بعيد بل كان الأولى إن يحكم المسلمين في مصر رجل صالح مشهود له
وهذا له مواقف مزرية والعياذ بالله.
حتى وان تاب وأصلح فدوما
يبقى تاريخه نقطة سوداء ولن تحبه الناس مهما فعل,فمن الحكمة إن يبعده عن الأمارة
ويكرمه من حيث القرابة وهذا خير العمل ولكن عثمان لم يصب فولاه الإمارة فافسد
الناس على عثمان رضي الله عنه .
والظاهر من كل هذا إن
معاوية لم يكن كاتبا على الوحي بل كان هذا من اختصاص زيد بن ثابت وعلي بن أبي طالب
وغيرهما من الصحابة الكبار بينما كان معاوية كاتبا على الرسائل التي كان يرسلها
رسول الله
أما كونه كان كاتب الوحي
فهذا قول لم تثبت حقيقته فان زيد بن ثابت لما أراد جمع القران لم يثبت عنه انه طلب
ما عند معاوية وهذا يعني إن معاوية كان كاتب رسول الله فيما بينه وبين العرب
والظاهر انه كان يكتب
بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا لان أباه طلب من رسول الله إن يجعله
موظفا عنده فلم يرفض رسول الله هذا الأمر .
عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَوَارَيْتُ خَلْفَ بَابٍ، قَالَ فَجَاءَ
فَحَطَأَنِي حَطْأَةً، وَقَالَ: «اذْهَبْ وَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ» قَالَ:
فَجِئْتُ فَقُلْتُ: هُوَ يَأْكُلُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِيَ: «اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ» قَالَ: فَجِئْتُ فَقُلْتُ: هُوَ يَأْكُلُ، فَقَالَ: «لَا أَشْبَعَ اللهُ بَطْنَهُ» قَالَ ابْنُ
الْمُثَنَّى: قُلْتُ لِأُمَيَّةَ: مَا حَطَأَنِي؟ قَالَ: قَفَدَنِي قَفْدَةً
وهذه الرواية تبين أن رسول الله
كان يستخدمه وأيضا تبين نوعا من أخلاق معاوية وهي حبه للأكل الكثير فهذا رسول الله
دعاه مرتان وهو يأكل وهذا خلق سيء فالإنسان عليه إجابة رسول الله على أسرع ما يمكن
لهذا غضب رسول الله منه وقال لا اشبع الله بطنه وصدق رسول الله فما صار معاوية
يشبع بعدها .
ومن هذا نقول أنه لم
يثبت بحديث صحيح انه كان كاتب الوحي بل كان كاتب لرسول الله لما بينه وبين العرب
ولا وجدنا الآيات او السور التي كتبها معاوية ولا ثبت عندنا أن زيد بن ثابت لما
أراد جمع القران طلب من معاوية إن يرسل له ما كتب فهذا اقوي دليل على انه لم يكن
كاتبا للوحي وكما سبق واشرنا حتى وان ثبت انه كتب الوحي فهذا ليس فضلا فان رسول
الله جعل عبد الله كاتبا للوحي وارتد وفعل
أفعال قبيحة
إنما العبرة إن تعمل بالوحي وليست العبرة بكتابته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق