حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ،
ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَني مَالِكٌ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ذَكَرَ
مَا مَضَى مِنَ الْعَدْلِ وَالْجُورِ، وَعِنْدَهُ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ،
فَقَالَ هِشَامٌ: إِنَّا وَاللهِ لَا نَعِيبُ آبَاءَنَا، وَلَا نَضَعُ شَرَفَنَا
فِي قَوْمِنَا، فَقَالَ عُمَرُ: «وَأَيُّ عَيْبٍ أَعْيَبُ مِمَّا عَابَهُ
الْقُرْآنُ؟»
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أبو عروبة الحراني، ثنا أيوب
بن محمد الوزان، ثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى
عمر بن الوليد: «إن أظلم مني وأخون من ولى عبد ثقيف خمس الخمس، يحكم في دمائهم وأموالهم -
يعني يزيد بن أبي مسلم - وأظلم مني وأجور من ولى عثمان بن حيان الحجاز ينطق بأشعار
على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأظلم مني وأخون من ولى قرة بن شريك مصر،
أعرابي جلف جاف، أظهر فيها المعازف»
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أبو عروبة، ثنا أيوب الوزان،
عن ضمرة، عن ابن شوذب قال: قال عمر بن عبد العزيز: «الوليد بالشام، والحجاج بالعراق،
وعثمان بن حيان بالحجاز، وقرة بن شريك بمصر، امتلأت الأرض والله جورا»
مما
سبق من أثاره نستخرج عدة فوائد
*جواز
ذم من ذمه القران وذمه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولقد
استدل رحمه بأمثلة مباشرة عن الظلم من عمال بني أمية .
*الثانية أن العمال الفسقة أمثال الحجاج ويزيد بن أبي
مسلم إنما هم من صنيعة بني أمية وان الظالم الأكبر من ولاهم على الحكم فمن لعن
الحجاج وقال عنه ناصبي خبيث فالأولى أن يلعن من نصبه فهو الناصبي الخبيث الأكبر
والناس تبع للرأس والعمال أكثر الناس إتباعا للرأس المسؤول عنهم .
فمن
قال الحجاج قتال فمن نصبه أكثر قتلا منه ومن قال عبيد الله بن زياد قتال فمن نصبه أكثر
قتلا منه ومن قال بسر بن ارطاه لعنه الله قتال فمن رضي به للناس أميرا هو القتال
ومن قال مسرف بن عقبة الفهري قتال ملعون فمن نصبه وجعله أميرا ورضي عمله أولى منه
بذلك الوصف .
إنما
الخلفاء الصالحون إذا نصبوا أحدا فان أحسن تركوه وان أساء عزلوه فان ماتوا قبل إدراكهم
لفساده فهم في حل منه والله بعدها رقيب على كل شيء ,
*الفائدة
الثالثة ملئت الأرض ظلما وجورا
الأول
الوليد بن عبد الملك سبق ذكره وأمر انه فرعون وأمراءه شر أمراء .
الثاني
الحجاج بالعراق الناصبي أية النفاق .
الثالث قرن بن شريك بمصر ,
والرابع عثمان بن حيان بالحجاز ولان الحجاز فيها الأراضي
المقدسة فان من ظلم فيها فان ظلمه اشد وأكثر إثما .
لقد
سمى رضي الله عنه رؤوس الفساد الذين ملئوا الأرض جورا وظلما ويأتي بعدها واحد عبد
من غرب الأرض من البربر يقول بني أمية فتحوا البلدان هذا والله عين الذل حتى لدرجة
الكذب .
هذا
عمر بن عبد العزيز صار أميرا من صلب بني أمية وشهد عليهم بالفساد وأنت تكاد تنبطح
لها ذلا وخضوعا ,أي نوع من الناس نحن نعاصر اليوم من كتاب يقدمون أمثلة تاريخية
فاسدة لتقدم للأجيال على أساس أنهم فاتحون, إنما الفاتحون أمثال عمر بن عبد العزيز
رحمه الله تعالى رحمة واسعة واسكنه فسيح جنانه ورضي الله عنه وأرضاه وألحقه بأصحابه
من الخلفاء الراشدين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق